انا و الحصان

عندما رأيتك أطلقت لخيالى العنان
لأغزل لكي ثوباً من اغلى الأقطان
انسج به الاحمر و الخضر من الالوان

أطوقك بشريطاً وردياً ليكن أرق فستان
و أنثر لكى عطراً لتفوح رائحه الريحان
و أضع بأصبعك الرقيق خاتمي المرجان

متوجاً رأسك ملكتى من الياسمين عيدان
أداعبكِ جالباً الضحكه الغائبه من زمان
لأرى شفتيكِ و اللؤلؤ الكائن بالأسنان

و أرسمك لوحه بيدى كأبرع فنان
حيرنى حسنك بكونك ملاكاً ام إنسان
ظننت اني بوهمً فلمست يديك بحنان

ايقنت انى واعياً و ليس بى هذيان
فرددي إسمى فصوتك بأذنى رنان
و دعيني أحملك بعيداً عن تلك الاوطان

تاركين النفاق مودعين ذوى الوجهان
دعينى أمحوا بك الان كل الأحزان
و أطوف بك محبوبتى عبر الوديان

راكبه معى فوق ظهر تلك الحصان
دعي الخوف فأنا معك بعشرة فرسان
الحصان يروق لى بما به من جنان

دعيني اختار من الارض اجمل بستان
و أبنى لكى به القصر من الاغصان
لا حاجه لنا أن يكون معنا جيران

أرضى سعيداً بسجن عتيق الجدران
شرط ان تكوني القاضي و السجان
لن أسمح بكائن يحزنك مهماً كان

سأطير رأسه و اُريق دمه فيضان
كيف و بدونك كنت بيتاً بلا أركان
بكِ صار برجاً شاهقاً راسخ العمدان

كنت سفينه بلا شراع بلا قبطان
يدفعها الموج الثائر بلا استأذان
الأن لدى ما يكفى لأكون أسعد إنسان

سعاده لاتوصف بعيده عن الأذهان
لم اٌقدر حجمها فهى معدومه الأوزان
كالتى يحسها التائهين عندما يلتقيان

-- -- -- --
افتحت عينى و انفصلت الأجفان
رأيت سريري و تمنيت حِلمي يطول ساعتان
و لكن ندمان ندمان من على احلامه إستعان